بقلم : الفاروق عبد العزيز

برنامج “نادي السينما”

فيلم “موسكو لا تؤمن بالدموع”

Moscow Does Not Believe in Tears

23 / 1 / 1984

أعزائي المشاهدين مساء الخير…

أحييكم أطيب تحية وأرحب بكم مع حلقة جديدة من برنامج “نادي السينما” وأقدم لكم الليلة فيلمًا سوفيتيا للمخرج فلاديمير منشوف من إنتاج عام 1980.

فيلم الليلة “موسكو لا تؤمن بالدموع” كان ظاهرة سينمائية في البلدان التي عرض فيها. الفيلم دبلج إلى عدة لغات وعرض في نحو خمسين بلدًا وفاز بعدد من الجوائز منها جائزة أحسن ممثلة لفيرا ألينتوفا (التي سنراها في دور كاتيا) وجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي لعام 1981 وعدد آخر من الجوائز. التقدير الحقيقي جاء من الجماهير التي شاهدته وأعجبت بأسلوب عرض النماذج البشرية التي قدمها الفيلم كأبطال قصص يومية عادية في موسكو المعاصرة. أسلوب العرض البسيط هو أساس نجاح الفيلم في توصيل رسالته إلى أوسع قطاعات المشاهدين.
ولعله من المفيد أن أذكر أن مفتاح المتعة الجمالية في الفن يأتي من أسلوب العرض أساسًا قبل الموضوع. فكم من موضوع مهم لم يصل إلى مشاهديه وكم من موضوع عادي وصل ببساطة إلى جماهيره.
الفيصل هنا هو قدرة الفنان على خلق الأسلوب الملائم لموضوعه في معادلة تثير لدينا الإحساس الجمالي والتفهم لفكرته الأساس.

فيلم الليلة يخلو تمامًا من الإبهار الفني أو ما يعرف أحيانًا “بالحذلقة” السينمائية ويصل، كما آمل، إلى مشاهديه بقوة البساطة التي امتلكها المخرج منشوف – يصل إلينا بإنسانيته.
كنت قد تحدثت تفصيلًا في حلقات سابقة عن إنسانية السينما السوفيتية وخلوها التام من أمراض السينما الأخرى المعدية مثل جرعات العنف والجنس وأسباب الانحلال الحضاري الأخرى. وبالطبع فإن كل سينما تعكس الأيديولوجية السائدة في المجتمع المنُتج لها. وتحدثت أيضًا عن تاريخ واتجاهات السينما السوفيتية عندما قدمت الفيلم الممتاز للمخرجة الراحلة لاريسا شيبتكو “الصعود” في “نادي السينما”.
لذا سأكتفي بتقديم سريع للنماذج الرئيسة في فيلم الليلة.

“موسكو لا تؤمن بالدموع” يقدم لنا وجه مدينة، وجه عاصمة كبيرة لا تصدق دموع المهاجرين إليها مثل الفتيات القرويات الثلاث ليودا وتونيا وكاتيا اللواتي هاجرن إليها بحثًا عن حلم يتحقق أو عن وسيلة للصعود.

فيلم الليلة فيلم عن العلاقات الإنسانية وعن إعادة تعريف “الحب” من خلال قصة ثلاث نساء تغطي عشرين عامًا كاملة من حياتهن.
ليودا تقول إن الكل يتوافد على موسكو من القرى كما لو كانت مدينة مطاطية. تظن أنها تنقد الشعر وتتحدث عنه وتدعي الخبرة في علم النفس وتزعم أنها تعرف كل شيء كمتحدثة رسمية باسم القرويات الوافدات إلى موسكو، وتظن فوق هذا كله أنها تعرف ما تريد.
تونيا تعرف ماذا تريد أو هذا ما يبدو.

أما كاتيا – كاتيا العزيزة الممثلة السوفيتية المعروفة فيرا ألينتوفا هي ضيفتنا الليلة. لم لا نسألها أن تقدم لنا كاتيا بنفسها؟

أعزائي المشاهدين…
ما رأيكم في أن نشاهد الفيلم أولًا ثم نلتقي بعده إن شاء الله مع الممثلة فيرا ألينتوفا؟
أرجو لكم وقتا ممتعا وشكرا لكم.

Film

مرحبا بكم مرة أخرى أعزائي المشاهدين…أرجو أن تكونوا قد قضيتم وقتًا مفيدًا مع الفيلم.

في كتابات بعض النقاد الغربيين قرأت تعليقًا يقول إن “موسكو لا تؤمن بالدموع” هو فيلم عن حركة نسائية قوية في الاتحاد السوفيتي.
عن هذا تقول فيرا: “إن “موسكو لا تؤمن بالدموع” يقدم طموحات ثلاث نساء مختلفات. واحدة قانعة والثانية تريد أن تأخذ كل شيء أما الثالثة فهي أقرب ما تكون إليّ . ليس لأنني ألعب دورها ولكن لأنها هي الوحيدة التي تعي درس موسكو التي لا تؤمن بالدموع من خلال علاقاتها مع الآخرين”.

لماذا لم تقبل كاتيا التعارف إلى زوج من خلال أندية التعارف رغم كونها امرأة متفتحة؟
تقول فيرا:
“لا أعتقد أن للفيلم علاقة بأي فكر نسائي لمجرد أنه يتناول مشكلات لثلاث نساء. وكما هو معروف فإن للمرأة وللرجل حقوقًا متساوية في الاتحاد السوفيتي. فبوسع أي إنسان أن يتعلم ويصل إلى ما يشاء. فمثلًا كان مخرج فيلم الليلة عاملًا في المناجم قبل أن يدرس السينما ويصبح مخرجًا. إن الفيلم يعالج وحسب مشكلات النساء الثلاث داخل إطار حقوقهن. هكذا أراه. أعتقد أن كاتيا نموذج إيجابي للمرأة”.

بالمناسبة…كيف يمكنك تقييم صورة المرأة في السينما السوفيتية إيجابياتها وسلبياتها؟
ردت فيرا قائلة: “لا أعرف الكثير عن أندية التعارف ربما لأن الفيلم يمسّها بسرعة. وبرغم أننا نختلف في الاتحاد السوفيتي في أساليب التعارف بين الجنسين عنكم هنا مثلًا إلا أنه ما تزال لدينا مشكلات تعارف.
بين صغار السن يسهل التعارف في المراقص مثلًا. أما لمن يتخطون الثلاثين فإن هذه الأندية تقدم لهم خدمات جيدة بتوسيع اتصالاتهم.
وأنا أعتقد أنها مشكلة حقيقية ففي المدن الكبرى يعيش كل منا في عزلة عن الآخرين. أنا مثلًا أعيش اليوم في القرية الأوليمبية في موسكو ولا أعرف شيئًا عن العائلة التي تسكن بجواري. هذه مشكلة. وللمساهمة في حلها تأسست هذه الأندية.
وبالطبع فإن الصورة السينمائية تعكس واقعًا. إننا ننتج سنويًا ما يزيد عن 26 فيلمًا روائيًا طويلًا. ويقدم كل فيلم صورة مختلفة للمرأة السوفيتية. لهذا يمكن القول إن السينما السوفيتية تقدم “كل” جوانب أنشطة وأفكار المرأة السوفيتية. وفيلم الليلة يغطي فترة عشرين عامًا في حياة ثلاث نساء، ويمكنني التأكيد من أن تقديم صورة المرأة خلال هذه الفترة في الفيلم كان بالغ الأمانة مع الواقع”.

قمت بحضور عروض للفيلم في بلدان مختلفة ما هو رأيك في ردود الفعل؟

“كانت ردود الفعل إيجابية. وأشعر أن الجمهور الذي شاهد هذا الفيلم في كل بلد زرته قد تجاوب معه بطريقة مماثلة مع جمهور الاتحاد السوفيتي. وأعتقد أن سبب ذلك هو إنسانية المشكلات التي يطرحها الفيلم. وربما عالميتها. إن كوكبنا ليس كبيرًا على الإطلاق. أليس كذلك؟
(سباسيبا بالشوي سباسيبا باللغة الروسية) شكرا جزيلًا للفنانة السوفيتية فيرا ألنيتوفا التي أمتعتنا الليلة بأداء ممتاز.

أعزائي المشاهدين إلى أن نلتقي مساء الاثنين المقبل أرجو لكم وقتا ممتعًا ومفيدًا.

شكرًا لكم وإلى اللقاء وتصبحون على خير…

الفيلم

مرحبا بكم مرة أخرى أعزائي المشاهدين أرجو أن تكونوا قد قضيتم وقتا مفيدا مع الفيلم .

في كتابات بعض النقاد الغربيين قرأت تعليقا يقول أن ” موسكو لا تؤمن بالدموع ” هو فيلم عن حركة نسائية قوية في الإتحاد السوفيتي

عن هذا قالت فيراأن :

” موسكو لا تؤمن بالدموع ” يقدم طموحات ثلاث نساء مختلفات . واحدة قانعة والثانية تريد أن تأخذ كل شيء أما الثالثة فهي أقرب ما تكون إلي . ليس لأنني ألعب دورها ولكن لأنها هي الوحيدة التي تعي درس موسكو التي لا تؤمن بالدموع من خلال علاقتها مع الآخرين .

لماذا لم تقبل كاتيا التعرف على زوج من خلال أندية التعارف رغم كونها إمرأة متفتحة ؟

تقول فيرا :

لا أعتقد أن للفيلم علاقة بأي فكر نسائي لمجرد أنه يتناول مشكلات لثلاث نساء .  وكما هو معروف فإن للمرأة وللرجل حقوقا متساوية في الاتحاد السوفيتي . فبوسع أي إنسان أن يتعلم ويصل إلى ما يشاء . فمثلا كان مخرج فيلم الليلة عاملا في المناجم قبل أن يدرس السينما ويصبح مخرجا . إن الفيلم يعالج وحسب مشكلات النساء الثلاث داخل إطار حقوقهن . هكذا ارأة .

أعتقد أن كاتيا نموذج إيجابي للمرأة . . . بالمناسبة . . .

كيف يمكنك تقييم صورة المرأة في السينما السوفيتية إيجابياتها وسلبياتها .

ترى فيرا أن . . .
لا أعرف الكثير عن أندية التعارف ربما لأن الفيلم يمسها بسرعة .

وبرغم أننا نختلف في الاتحاد السوفيتي في أساليب التعارف بين الجنسين عنكم هنا مثلا إلا أنه ما تزال لدينا مشكلات تعارف .

بين صغار السن يسهل التعارف في المراقص مثلا . أما لمن يتخطون الثلاثين فإن هذه الأندية تقدم لهم خدمات جيدة بتوسيع إتصالاتهم .

وأنا أعتقد أنها مشكلة حقيقية ففي المدن الكبرى يعيش كل منا في عزلة عن الآخرين . . . أنا مثلا أعيش اليوم في القرية الأوليمبية في موسكو ولا أعرف شيئا عن العائلة التي تسكن بجواري . هذه مشكلة . وللمساهمة في حلها تأسست هذه الأندية .

حضرت عروضا للفيلم في بلدان مختلفة ما هو رأيك في ردود الفعل ؟

تعتقد فيرا أن

بالطبع فإن الصورة السينمائية تعكس واقعا . إننا ننتج سنويا ما يزيد عن 2فيلما روائيا طويلا . ويقدم كل فيلم صورة مختلفة للمرأة السوفيتية . لهذا يمكن القول أن السينما السوفيتية تقدم ” كل ” جوانب أنشطة وأفكار المرأة السوفيتية . وفيلم الليلة يغطي فترة عشرين عاما في حياة ثلاث نساء ويمكنني التأكيد من أن تقديم صورة المرأة خلال هذه الفترة في الفيلم كان بالغ الأمانة للواقع .

كانت ردود الفعل إيجابية .

وأشعر أن الجمهور الذي شاهد هذا الفيلم في كل بلد زرته قد تجاوب معه بطريقة مماثلة مع جمهور الاتحاد السوفيتي . وأعتقد أن سبب ذلك هو إنسانية المشكلات التي يطرحها الفيلم .

وربما عالميتها إن كوكبنا ليس كبيرا على الإطلاق .

أليس كذلك ؟

سباسيبا بالشوي سباسيبا للفنانة السوفيتية فيرا ألنيتوفا التي أمتعتنا الليلة بأداء ممتاز .

أعزائي المشاهدين إلى أن نلتقي مساء الاثنين المقبل أرجو لكم وقتا ممتعا ومفيدا .

شكرا لكم وإلى اللقاء وتصبحوا على خير .

Comments are closed.